مملكة الحب
مملكة الحب
مملكة الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


....

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من غرائب الطب في تراثنا العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mostafa
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 15
العمر : 42
المزاج : هادئ
نقاط : 11744
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

من غرائب الطب في تراثنا العربي Empty
مُساهمةموضوع: من غرائب الطب في تراثنا العربي   من غرائب الطب في تراثنا العربي Icon_minitimeالأحد أبريل 06, 2008 7:49 pm

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراها إلا المرضى .. لأن الإنسان المعافى يغتر بعافيته فينسى المرض , ويغفل عن معاناة المرضى .
ومن أمثال العامة : كن صحيحاً تكن فصيحاً , والعقل السليم في الجسم السليم .. وهذا الكلام فيه نظر فكم رأينا من أناس أجسامهم أجسام البغال وعقولهم كعقول الدجاج .. ومن أمثال العامة أيضاً : إذا كان بولك صحيحاً فاضرب به وجهَ الطبيب , أي إذا كنت سليماً فلا تبال ما صنعت .
وفي التراث العربي كثير من القصص والطرائف التي تدل على حذق الاطباء ونباهتهم , وعلى تدخل الصدف في كثير من الاحيان في ظرف مرضي عصيب .. من ذلك ما أورده القاضي التنوخي قال : قال بعض شيوخنا كان بعض أهلنا قد استسقى وأيس من الحياة , فحمل إلى بغداد , فاستشاروا الأطباء فيه , فوصفوا له أدويةً كثارا فعرفوا أنه قد تناولها كلها فلم تنجح , فأيسوا منه وقالوا : لاحيلة لنا في برئه , وهذا تالف .
فسمع العليل ذلك , فقال لمن كان معه دعوني الآن أتزود من الدنيا , في أكل ما أشتهي ولا تقتلوني بالحمية قبل أجلي فقالوا : كل ما تريد
فكان يجلس على دكان باب الدار التي نزلها ببغداد , فمهما رآه على الطريق اشتراه وأكله , فمر به رجل يبيع الجراد مطبوخاً فأجلسه واشترى منه عشرة أكيال , وأكلها بأسرها , فلما كان بعد ساعة من أكله انحلّ طبعه , وتواتر قيامه , حتى قام في ثلاثة أيام أكثر من ثلثمائة مجلس , وضعف وأيس ثم انقطع القيام , وقد زال كل مافي جوفه وأنابت إليه قوته وبرأ . فخرج برجليه في اليوم الخامس يتصرف في حوائجه , فرآه أحد الأطباء وعجب من أمره وسأله عن الخبر فعرفه
فقال الطبيب : ليس من شأن الجراد أن يفعل هذا الفعل , ولابد أن يكون في صاحب الجراد الذي فعله خاصية , فأحب أن تدلني على بائع الجراد .
فمازالوا في طلبه حتى اجتاز بالباب مرة ثانية ورآه الطبيب فقال : ممن اشتريت هذا الجراد ؟ فقال : ما اشتريته .. أنا أصيده وأجمع منه كثيراً , وأطبخه على الأيام وأبيعه .
فقال : من أين تصيده ؟ قال : فذكر قرية على فراسخ يسيرة من بغداد فقال له الطبيب : أعطيك دنانير , وتدع شغلك وتجيء معي إلى الموضع الذي اصطدت منه الجراد .
قال : نعم , فخرجا وعاد الطبيب من غد ومعه من الجراد شيء , وحشيشة قالوا له : ماهذا ؟ فقال : صادفت الجراد الذي يصيده هذا الرجل يرعى في صحراء جميع نباتها حشيشة يقال لها ( مازريون ) وهي من دواء الاستسقاء ولكن العلاج بها خطر جداً , وهي مذكورة في كتب الطب ولفرط غررها لايكاد يصفها الطب , فلما وقع الجراد على هذه الحشيشة وأنضجتها معدته , ثم طبخ الجراد , فضعف فعلها (تأثيرها) بطبخين اجتمعا عليها , وقصد تناولها هذا , وقد تعدلت بمقدار ما أبرأته , ولم تدفع طبعه دفعا لاينقطع فبرأ .
ومن غريب الصدف ماحدث لرجل أخبر عنه أبوعلي العلوي الكوفي قال : كنت في بعض حججي في طريق مكة فاستسقى رجل كان معنا من أهل الكوفة , وثقل في علته , وسل الأعراب قطاراً من القافلة وكان العليل على جمل منه فلما افتقد جزعنا عليه وعلى القطار وكنا راجعين إلى الكوفة , فلما كان بعد مدة جاءنا العليل إلى الكوفة معافى , فسألته عن قصته وسبب عافيته فقال : إن الأعراب لما سلوا القطار ساقوه إلى خيمهم وكانت قريبة من المحجة على فراسخ يسيرة فأنزلوني ورأوا صورتي فطرحوني في آخر بيوت الحي وتقاسموا ما كان في القطار وكنت أزحف وأطلب الصدقة من البيوت فأطعم فتمنيت الموت وسهل عليّ وكنت أدعو الله تعالى به .
فرأيتهم يوماً قد عادوا من ركوبهم فأخرجوا أفاعي قد اصطادوها وقطعوا رؤوسها وأذنابها واشتووها وأكلوا فقلت : هؤلاء يأكلون الأفاعي ولا تضرهم للعافية التي تربوا عليها ولعلي أنا إن أكلت شيئاً منها تلفت فأستريح مما أنا فيه . فقلت لبعضهم : أطعمني من هذه الحيات , فرمى إلي بواحدة فأكلتها بأسرها , وأمعنت طلباً للموت , فأخذني نوم عظيم . وانتبهت وقد غرقت عرقاً عظيماً , واندفعت طبيعتي فقمت في بقية يومي وليلتي أكثر من مائة مجلس إلى أن سقطت طريحاً والطبع يجري , فقلت هذا طريقي إلى الموت , فأقبلت أتشهد وأدعو بالمغفرة .
فلما أضاء الصبح , تأملت بطني , وإذا هي قد ضمرت جداً وزال عنها ما كان بها , فلما أضحى النهار انقطع القيام , ووجبت الظهر فلم أحس بقيام ووجدت نفسي خفيفاً , وقوتي صالحة , فتحاملت وقمت ومشيت وطلبت من العامة مأكولاً فأطعموني فقويت , فبت تلك الليلة معافى ما أنكرت شيئاً من أمري , فأقمت أياماً إلى أن وثقت من نفسي بأني إن مشيت نجوت , فأخذت الطريق مع بعضهم إلى أن صرت على المحجة ثم سلكتها منزلاً منزلا , إلى الكوفة مشياً ... !!!
وفي بعض تراثنا العربي الاسلامي معالجات نفسية لاتخلو من طرافة ,كما نُقل عن
ابن سينا عندما مرض واحد من أبناء الأمراء, فنودي ابن سينا لعلاجه, ودخل
الطبيب على المريض وبعد فحصه لم يجد في ظاهر جسمه علّة ,فجسّ نبضه وراح
يردد على مسامعه أسماء الأحياء في المدينة , وعندما وصل الى اسم حي معيّن
ازدادت نبضات نبض الأمير وضرباته ,وأعاد ابن سينا ترديد أسماء بيوت الحي
على المريض , الى أن زاد نبضه عند ذكر اسم بيت أسرة بعينها, وعندها أخذ
الطبيب الحاذق يردد أسماء من يسكنون ذلك البيت حتى وصل إلى اسم فتاة من
فتيات الاسرة ... عندها أخذ نبض المريض يدق بسرعة وزيادة ملحوظة
, فصاح الطبيب عندها: زوجوا ابنكم العاشق من تلك الفتاة فهي علاجه!
على بساطة هذه القصة وعوامل الشك العلمي فيها الا أنها تقودنا الى حقيقة مفادها
أن الأقدمين قد عرفوا أن ما يبدو على أنه أعراض لمرض عضوي ليس بالضرورة
أن تكون أسبابها أيضا عضوية الا أن هذه الحقيقة اذا واكبها نقص في المعرفة
وضعف في الاطلاع والفهم فقد تقود الانسان الى الوقوع في شرك الشعوذة والدجل
ومن ثم ينحرف العلاج عن جادة الصواب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من غرائب الطب في تراثنا العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الحب :: قسم الطب والصحة-
انتقل الى: