من الأكثر نجاحاً ممثلة ترقص أم راقصة تمثل؟
ما هو السر وراء إقبال فنانات مصريات كثيرات على تجسيد أدوار الراقصات في الأفلام؟ هل مشاهد «الرقص» في الأفلام لها ما يبررها، أم أنها مجرد محاولة لإرضاء الجماهير؟
هل زيادة عدد الفتيات اللاتي يتجهن إلى العمل كراقصات هي السر وراء تلك الظاهرة التي شهدتها السينما حديثاً وآخرها دور سمية الخشاب في «حين ميسرة» للمخرج خالد يوسف.
على «واحدة ونص»
على رغم النجاح الذي حققه فيلم «حين ميسرة» إلا أن البعض انتقد كثرة مشاهد الرقص التي قدمتها سمية الخشاب بغض النظر عن إجادتها لها. فاعتبروها حشواً ومجرد محاولة لـ«مغازلة» شباك التذاكر بدليل أن الشريط الدعائي للفيلم كان يفرد مساحات طويلة لهذه المشاهد.
يوضح المخرج خالد يوسف أهمية وجود هذه المشاهد «لأنها تبيّن نتيجة ضغط الظروف الحياتية على البعض، فناهد (سمية الخشاب)، كما يؤكد خالد، لم تختر مصيرها بل أجبرت عليه قهرا، نافيا الربط بين وجود هذه المشاهد ومغازلة شباك التذاكر، «لأن الأحداث تحتوي مواضيع أخرى كان من الممكن استثمارها تجاريا وليس تقديم صورة واقعية لحياة بشر أجبرتهم الحياة على تغيير مصائرهم وتأجيل أحلامهم من دون إرادتهم».
حصار
«الكم الأكبر من الرقصات محشور داخل العمل بلا منطق درامي يقنن وجوده»، هذا ما يؤكده الناقد أحمد عبدالفتاح، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة هدفها الترويج للعمل ومحاولة رفع أسهمه وفقا لمعايير سوق يبحث عن الربح فحسب.
وتوافقه الرأي الفنانة نجوى فؤاد أحد أشهر الراقصات اللاتي خضن تجربة تمثيل ناجحة، «إن معظم هذه الأعمال أدّت دورا لا يستهان به في تشويه صورة الراقصات وحصرهن في نمط محدد، بتعبير أدق مجرد فتيات ليل لا همّ لهن إلا الإيقاع بالرجال، ما يتيح لصناع العمل الفني تقديم مشاهد ساخنة كثيرة وتحقيق أعلى الايرادات».
لماذا تتحمس الممثلات لتقديم هذه الأدوار؟ السؤال تجيب عنه الفنانة سمية الخشاب مشيرة إلى أنها لا ترقص لمجرد الرقص بل وفقا لضرورة درامية، خصوصاً أن تقديم هذه المشاهد يتطلب جهداً كبيراً. فخضعت لتدريبات مكثفة ما كانت ستضطر لها لولا أهمية الدور.
من ناحيتها أكدت الفنانة دنيا سمير غانم، التي تحمست لدورها في «كباريه»، أنه جديد ومختلف عما قدمته سابقاً، ما سيتيح لها الكشف عن جوانب أخرى في موهبتها والفيلم يسلط الضوء على هؤلاء البشر بقوتهم وضعفهم والأسباب الاجتماعية والاقتصادية التى دفعتهم نحو هذا المصير.
فرصه للبقاء
في الوقت الذي تزداد فيه أدوار الراقصات في الأعمال الفنية، تزداد أيضا أعدادهن للتمثيل ليس لنجاح جيل الرائدات مثل الراحلة تحية كاريوكا وسامية جمال وغيرهن فحسب، بل لأن عمر الممثلة أطول ولأن الزمن يخلّف سمنة وترهل فى القوام فيبحثن عن مساحات أخرى تمنحهن فرصة البقاء تحت دائرة الضوء. ويؤكد هذا الطرح الترهل الذي بدى على الفنانة صفوة في فيلم «هي فوضى؟».
في الختام نقول أن لجوء الراقصات الى التمثيل ليس إلا فرصة أخيرة للبقاء بغض النظر عن الاجادة الفنية.